أعمدة

بشفافية – حيدر المكاشفي | ذكرى محجوب شريف شاعر الشعب والثورة

ما كان لي رغم تلاحق الأحداث السياسية وسخونتها وأجواء الوطن الملبدة بغيوم تآمر ودسائس الفلول وجماعة النظام البائد، أن أنسى أو أتجاوز ذكرى الشاعر الفذ محجوب شريف، حيث صادف يوم الثاني من أبريل الجاري، رحيل هذه القامة الشماء الشامخة، فقد كانت البلاد فجعت وروعت ورزئت في ذلك اليوم من عام 2014، بالرحيل المفاجئ لشاعر الغلابى والتعابى والترابلة والحزانى والبسطاء، شاعر الوطن وشاعر الشعب وشاعر النضال وشاعر الفقراء والمساكين والمطحونين، شاعر الشرفاء المتعففين، شاعر الحرية والكادحين، شاعر الأطهار غير الملوثين، وهكذا الموت نقاد لا يختار إلا الجياد فقد أبى إلا أن يفجعنا برحيل محجوب وجرح وردي ما يزال ساخنا، ولكن عزاءنا أن الاثنين لم يموتا وكيف يموت ويندثر اسمه وينطمر ذكره من ترك فينا كل هذه الروائع، وكل هذا الابداع، وكيف يموت أحباء الشعب وحداته وهداته، بل إنهم أحياء عند الشعب يذكرون يتوارث ذكرهم جيلا عن جيل، ولكن رغم الفقد والفجيعة لن نقول إلا ما يرضي الله، اللهم اغفر له وأرحمه وعافه وأعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، وإن كان محسنا فزد في حسناته وإن كان مسيئا فتجاوز عنه، اللهم وسع في قبره ونور له فيه إنك سميع مجيب الدعاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
طبت حيا وميتا محجوب، فالظلام لا محالة إلى زوال، والليل لابد أن ينجلي، والصبح لابد أن يسفر، ولما الليل الظالم طول وفجر النور من عينا اتحول قلنا نعيد الماضي الأول ماضي جدودنا الهزموا الباغي وهدوا قلاع الظلم الباغي، كما أنشد ود الأمين ملحمة هاشم صديق، فقد كان للشريف محجوب شريف، بذله وعطاءه ونضاله وتضحياته، في مقاومة ومنافحة الظلم والاستبداد والفساد، ولكن تشاء ارادة الله أن يرحل بأقدار الله، قبل أن يشهد ملاحم ثورة ديسمبر المجيدة، وعبر احيائنا لذكرى المجيد شريف، نحي ذكرى كل أولئك المناضلين الشرفاء، الذين أوقفوا حياتهم وكل ابداعهم لمدافعة ظلم الانقاذ، والانحياز لقضايا الغلابى والتعابى والترابلة والحزانى والبسطاء، وقد كان محجوب بحق شاعر الوطن وشاعر الشعب وشاعر النضال وشاعر الفقراء والمساكين والمطحونين وشاعر الشرفاء المتعففين و شاعرالحرية والكادحين وشاعر الأطهار غير الملوثين، ورغم فقده وغيابه عن هذه اللحظات التاريخية العظيمة التي كان له فيها سهم وافر وبذل كبير، إلا أنه ما يزال حاضرا بقوة بيننا رغم غياب الجسد، وكيف يغيب مثله وهو قد ترك فينا ما لا يمكن أن يغيب أو يندثر أو حتى يلفه النسيان، فأثر العظماء لا يمحى وتاريخ الأحداث العظيمة باقٍ لا يزول إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهكذا كان محجوب من العظام الذين تركوا أثرا وبصمة وارث ثوري باق لن يزول وسيظل زادا للثوار ووقودا يستمدون منه زاد المسير حتى تحقق الثورة كامل أهدافها، والتحية والاجلال والتقدير لكل الشهداء والمناضلين الشرفاء..
الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى