أعمدة

عصب الشارع – صفاء الفحل | وزراء طائرون..

نتحدى أن يستطيع وزير مالية (الحركات) والحركة الانقلابية الفكي جبريل، أن يتحلى بالشجاعة ويعلن المبالغ التي صرفها المسئولين من وزراء اتحاديين، ولائيين ومدراء ووكلاء وزارات وولاة ومسئولين كبار ودستوريين خلال الفترة من قيام الانقلاب البرهاني، وحتى اليوم على رحلاتهم الترفيهية الى الخارج بـ(الدولار)، وهي مبالغ يمكن بكل بساطة أن تحول البلاد الى (جنة) وريفة، لو تم صرفها في المجال الزراعي او على اقل تقدير في تحسين البنى التحتية المتهالكة، رغم أننا نعلم أن وزراءنا يقتلهم (الفراغ) والملل، مع توقف دولاب العمل، إلا أنه كان يمكن صرفها في اشياء تنفع الناس بدلا عن التجوال في دول العالم والترفيه عن انفسهم.
وحتى لا يدفن الفكي جبريل رأسه في الرمال كالعادة، ويعتبر حديثنا (ملطشة) من ملاطشه اليومية، فأن لدينا بعض النماذج لهذه الرحلات (السياحية)، فقد سافر وزير الزراعة خلال هذه الفترة أكثر من اثنان وعشرين سفرية، ووزير الري تسعة عشر سفرية، اما متوسط سفر الولاة (ثمانية عشر ولاية) في حدود من خمسة عشر الى عشرين سفرية للوالي الواحد، ولوالي الخرطوم ووزير الثروة الحيوانية سجل خاص حدث فيه ولا حرج، فهما لا يستطيعان المكوث بالبلاد لشهرين متتاليين، ناهيك عن كمية الوفود التي ترافقهما من أصدقاء، وخلافه ولن نتحدث عن سفريات وزير الحكم الاتحادي التي بلا معنى سوى متابعة استثمارات أسرته بالخارج.
وقد نادينا كثيرا بضبط سفر المسئولين الفوضوي الى الخارج في دولة (سايبة) وفقيرة، والمال السايب يعلم اللف والدوران حول العالم، ونحن نقول ذلك خوفا على المسئولين من الإصابة بصدمة حضارية، أولا وهم يشاهدون الي أين وصلت دول كنا نسبقها بسنوات طويلة، حضاريا من النظافة والنظام والتقدم والرقي بالإضافة الى آخر هموم وزير المالية وهو الحفاظ على المال العام، والتصرف فيه بما ينفع الناس والوطن بدلا عن هذا السكوت المخزي على ما يفعله الوزراء ثم العودة الى البحث لإنقاذ (موازنته) المتعثرة في كل (شهر) من جيب المواطن المسكين.
مع الأسف أن وزير ماليتنا الذي قضى حياته متنقلا بين الدول الاوروبية، لا يعلم بأننا قد فجرنا هذه الثورة العظيمة وضحينا فيها بشباب كالورد ورفاق اعزاء، من أجل إيقاف مثل هذا العبث الذي ظل يمارسه الكيزان لسنوات طويلة، ولن نرضى أن يعود فكي جبريل لذات العبث مرة أخرى فلا نجد الرفاق ولا نجد الوطن الذي نحلم به، بينما يتم تبديد ثرواته أمام ناظرينا.
التاريخ لا يغفر، ونحن أيضا، وسيحاسب يوما كل من بدّد أموال هذا الشعب عبثاً، أو تلاعب بثرواته وتجاهل الفقر والمعاناة التي يعيشها البسطاء، ونتمني أن لا يكونوا غافلين عن ذلك ويأتون كمن سبقوهم لينكروا مشاركتهم في هذا العبث يوماً والحساب حتما قادم.
عصب تقديري
كتب الكاتب السعودى ناصر محمد حسين عمودا رائعا بصحيفة مكة في حب السودان والسودانيين، وتمنى خلاله بأن يكون سودانيا.. أنا من هنا امنحك الجنسية السودانية الشرفية فأنت اولى من الكثيرين الذين يحملونها ولا يدركون قيمتها.
الثورة مستمرة
والرحمة والخلود للشهداء
والقصاص أمر حتمي
الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى