أعمدة
أطياف – صباح محمد الحسن | مَنْ الذي يصل المرمى أولاً !!
فرغت الغرفة السرية للقيادات الإسلامية من رسم خطة واضحة، لضرب العملية السياسية، والعمل للحيلولة دون الوصول الى التوقيع النهائي، ووضعتها أمام رئيس المجلس الانقلابي عبد الفتاح البرهان، تمت هندستها من قبل الفريق إبراهيم جابر والقيادي الاسلامي علي كرتي.
تحتوي الخطة على (إعلان البرهان لحالة الطوارئ بالبلاد، ومن بعدها اعلان تشكيل حكومة تصريف أعمال كيزانية خالصة، يتم الإعلان عنها في الفترة ما بين (١٥ الى ٢٠ أبريل ) يسبقها استعداد وانتشار كامل وسط قوات الجيش والأمن والشرطة بالمعابر والشوارع الرئيسية)، وكانت الخطة تعتمد كثيراً على أسس ومقومات لنجاحها، وهي أن تُعلن حالة الطوارئ يوم إغلاق الخرطوم، بعد خلق فوضى بالعاصمة، لكن فشل الإغلاق أربّك حسابات المخططين الذين يبحثون عن طرق جديدة، وقد يلاحظ المتابع لحركة وتحركات فلول النظام البائد الذين ظهرت عليهم ملامح الفرح والسعادة والنشوة سيما اولئك (الممتلئون بالهواء).
فعلى مستوى القيادات أصبح الظهور علنياً، والخطاب مباشراً، وعلى مستوى القواعد والعناصر يتحسّس كل واحد منهم الآن حلمه في العودة للوظيفة واعادة مشروعه المتوقف. لكن، يبقى السؤال هل ستنجح خطة كرتي وإبراهيم جابر، الإجابة بملء الفيه لا، فحتى لو نفذت الخطة فستكون حكومة أمر (واقِعْ) يعني (مرمي) لن تستمر لأيام، وقد تدخل البلاد في مربع خطير
فمنذ ميلاد ثورة ديسمبر المجيدة وضع علي كرتي أكثر من عشرين خطة لهزيمة التحول الديموقراطي باءت كلها بالفشل، الفلول كان عليها أن تعمل على تغيير كرتي نفسه باعتباره (أداة فشل) لم تحقق نجاحاً واحداً منذ أن اعتكف الرجل لهذه المهمة.
ثانياً: فشل اغلاق الخرطوم الذي دفعت له اموال طائله ضاع هباءاً منثوراً وخسرت الفلول خسارة فادحة، دون حصد نتائج
ثالثاً: الأطراف الموقعة والمجتمع الدولي على علم بكل ما يجري الآن وبالتأكيد وضعت كافة التدابير لهزيمة الخطوة، والوصول الى المرمى أولاً.
لكن يطرأ هنا سؤال بريء فهل ما قصده جبريل بأنه يمكن أن يحدث طارئ يؤجل التوقيع النهائي، هو عشمه في نجاح خطة الفلول، ليبقى وزيرا للمالية في حكومتهم !!، وهل كانت تصريحات الدكتورة مريم الصادق عن امكانية تشكيل حكومة تصريف أعمال، (زلة لسان) جاءت محض صدفة!! فحزب الأمة الحزب الوحيد الذي يعلم ما يدور هناك أكثر من غيره في الأحزاب الموقعة.
فقطع الطريق من قبل القوى المدنية أقرب الى مرمى الهدف من الفلول، فإن تم التوقيع على الإتفاق الإطاري يجب أن يحاكم الاسلاميين قياداتهم المدبرة على سوء الخطة والفشل وأهدار المال دون نتائج مربحة، قبل أن تحاكهم حكومة الثورة.
طيف أخير:
حديث مناوي عن نسب المشاركة والمحاصصة، هل هو جزء من الخطة لإلهاء الرأي العام عما يدور في المكاتب الكيزانية!!
الجريدة