أعمدة

عصب الشارع – صفاء الفحل | كذبة أبريل..

مارأيكم في ظل هذا الاحباط أن نستمتع معا بكذبة أبريل، ونتصور أن قائد الحكومة الانقلابية عبدالفتاح البرهان، قد أصدر فجأة قراراً بحل المجلس العسكري الانتقالي وتسريح ضباطه واحالتهم للمعاش مع دمج الدعم السريع ومجموعة الحركات المتمردة بالقوات المسلحة، في فترة لا تتجاوز الستة أشهر مع مغادرة حميدتي وحاشيته الى الأمارات وجبريل وأردول إلى جنوب السودان ومناوي إلى تشاد وتِرك وأيلا إلى مصر، وفي ذات الوقت تنفيذ كافة بنود الاتفاق الاطاري الذي تم توقيعه، وتكوين مجلس وزراء من كفاءات وطنية دون محاصصة حزبية، على أن يعلن التشكيل الوزاري في غضون ثلاثة أيام، واعادة تكوين المحكمة الدستورية على أن تبدأ النظر في الاحكام المعلقة في فترة لا تتجاوز الأربع وعشرون ساعة من تاريخه، كذلك تكوين المجلس التشريعي من مجموعة لجان المقاومة علي مستوى البلاد على أن تطرح اسماء المرشحين خلال ثلاثة أيام لمراجعتها، كذلك تم اعداد لتكوين المجلس الوطني ليكون رقيبا على الاداء الحكومي من الاتحادات العمالية والمهنية والاجسام المطلبية والشخصيات الوطنية الداعمة لثورة ديسمبر المجيدة.
كما أن السيد رئيس القضاء الذي تم تعيينه مؤخرا فتح أبواب العدالة الانتقالية، أمام كل متظلم بما ذلك أسرة المصابين والشهداء وفتح بلاغات في مواجهة كل من يرون بانه قد أجرم في حقهم، كما قرر توزيع المعتقلين السياسيين الموجودين بسجن كوبر من فلول النظام السابق، وقام بإعداد لجنة لإعادة صياغة التهم الموجهة إليهم وتحويلهم إلى سجون بورتسودان وشالا والهدى، وذلك حتى تجهيز محاكمات عادلة لهم.
كما ستبدأ منذ الغد لجنة إزالة التمكين الجديدة أعمالها على أن تشمل اعمالها التمكين الذي تم بعد انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر، بالإضافة إلى إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو، على أن تمنح اللجنة الجديدة صلاحيات كاملة في ظل القانون بالاعتقال والاستجواب ثم رفع الأمر إلى محكمة الفساد التي سيتم تكوينها للنظر في كافة قضايا الفساد بالبلاد.
كما أنه صدر قرار بتكوين كافة المفوضيات التي تم الاتفاق عليها وعلى رأسها الانتخابات والسلام، ما يخدم قضية التحول الديمقراطي ويساعد في دخول البلاد إلى مرحلة اخرى بعد انتهاء الفترة الانتقالية المقررة بعامين.
لن انغمس في أحلام الشعب السوداني أكثر فيكفيه ما يعانيه ونجعل من (كذبة أبريل) تلك حلم نتمنى جميعا تحقيقه، خاصة وأن السادس من أبريل هو الموعد المتفق عليه للتوقيع النهائي على الاتفاق الاطاري الذي نتمني أن لا يكون هو ايضا واحدة من كذبات أبريل التي عودنا عليها مجلس البرهان الانقلابي..
وربنا يستر
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي لابد منه
الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى