أعمدة
بشفافية – حيدر المكاشفي | لولا سواد الليل لما طلع الفجر.. يا غجر
لقد ثبت بالدليل القاطع (صورة وصوت)، أن غجر المصاروة من مشجعي الأهلي، تغوطوا بأفواههم التي تفوح منها رائحة البصل، تلك العبارات النتنة ضد الشعب السوداني ممثلا في فرقة الهلال، عبر الردحي و(فرش الملايات) الذي يجيدونه، ولن تنطوي محاولات الفهلوة التي يعتبروا اساتذتها في طمس حقائق الجريمة ضد الانسانية وضد الدين التي ارتكبوها، بتحميل ما حدث من آلاف الغجر الجهلاء للكيزان أو للاعب واحد من الفريق كما ادعوا، وغير الاساءات والشتائم العنصرية البغيضة والمنتنة، تعرض أيضا لاعبي الهلال لاعتداءات متكررة قبل المباراة وبعدها، من فتواتهم وشبيحتهم الجهلاء الوحوش، فهؤلاء الرجرجة والدهماء الصعاليك والحثالة والفاقد التربوي، لا دين لهم ولم يقرأوا حديث (لا فضل لعربي على اعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى)،
ومن أين لهم عديمو الاخلاق سيئوا التربية الاجلاف معرفة قيمة اللون الاسود وجماله، الذي تفاخر به الشاعر الفذ الفطحل عنترة ابن شداد، الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلّا عنترة)، (يعيبون لوني بالسواد جهالة.. ولولا سواد اللّيل لما طلع الفجر)، وفي رواية (يعيبون لوني بالسواد.. وإنما فعالهم بالخبث أسود من جلدي)، وقوله أيضا (فوا ذل جيراني إِذا غبت عنهم.. وطال المدى ماذا يلاقون من بعدي)، وماذا تلاقي مصر من غيرنا أيها الهبل المخابيل..
أننا والله نأسى جدا لما بلغه حال المصاروة من تدهور في الاخلاق وسوء السمعة، فلو كانت هتافاتهم تسخر من آداء لعيبتنا وجلطاتهم وحصروا شماتتهم على كورتنا، ما كنا والله سألنا فيهم أو اعرناهم التفاتة لأنها كانت حقائق، أما أن يسخروا من شعب بكامله وشتمه بعبارات عنصرية، فهذا ما لا يمكن السكوت عليه، فمن جهل هؤلاء المساكين المفرط، انهم لا يعرفون أن السوداني لا (يستعر) من لونه إن كان أسود أو أشقر أو أسمر بل يتغنى ويفاخر بتعدد ألوانه، يغني للأسمر كما يغني للأخضر، والسوداني لعناية سطحية وجهالة هؤلاء لا يتوارى خجلا من عرقه إن كان افريقيا صرفا أو كان (خاطف) عرقين، له في الافريقية عرق وله في العروبة عرق أيضا، ولمثل هؤلاء نهدي رائعة شاعرنا الفحل اسماعيل حسن ولكل من يعيبون لوننا الاسود جهالة (ديل أهلي البقيف في الدارة نص الدارة واقول للدنيا كل الدنيا ديل أهلي، عرب ممزوجة بدم الزنوج الحارة ديل أهلي، ديل قبيلتي لمن أدور أفصل للبدور فصلي، ديل فصلي، ثم يمضي مفاخرا بسواده وسودانيته إلى أن يقول (لو ما جيتا من زي ديلا كان وا أسفاى وا مأساتي وا ذلي..).. الأسف والمأساة والذل إذا لم نكن سودانيين خضر البشرة وسودها لو أن بعض المصاروة يفهمون.. فالشعب السوداني يعرف عزة نفسه ويعرف كيف يصون كرامته..
الجريدة