هل اصبح الناظر ترك القائد الابرز في شرق السودان
منذ توقيع اتفاق جوبا للسلام الذي تم في 03 من أكتوبر 2020، والشرق السوداني يحتج ويندد بالتهميش الذي تعرض له من طرف الحكومة السودانية التي كانت في سدة الحكم آنذاك وطالب ممثل الشرق السوداني الناظر محمد الأمين ترك في وقتها الحكومة السودانية بإلغاء موضوع الشرق من اتفاق جوبا، ويعود الرفض إلى مزاعم أن الموقعين لا يمثلون شرق السودان، وأن الاتفاق لا يلبي تطلعات سكان المنطقة في ما يتعلق بتقاسم السلطة والتنمية.
وليومنا هذا لا تزال قضية شرق السودان عالقة دون الفصل فيها حتى بعد إمضاء الإتفاق الإطاري الذي بموجبه تم التوقيع على تسوية سياسية بين المكون المدني الذي يمثله أحزاب المجلس المركزي وبين المكون العسكري الذي يمثلة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وفي كل مرة يهدد زعيم نظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك تارة بغلق الطرق والموانئ في البحر الأحمر وتارة بحمل السلاح إذا اقتضى الأمر لحل أزمة الشرق، وقد دعا أيضا إلى الخروج وإسقاط الاتفاق الإطاري، لأنه حسب رأيه مقترح غربي بحت، وقد طالب بطرد من وصفهم بـ “العملاء”، مشيرا إلى قادة أحزاب المجلس المركزي، الذين تبين أنهم وسيلة تستعملها الدول الغربية لتمرير أجندتها في السودان.
لقد كافح محمد الأمين ترك طويلا عن شعب الشرق السوداني، وكان لا ينفك يضغط على مسؤولي الدولة لحل أزمة الشرق دون أن يخاف في ذلك لومة لائم، حتى أنه أجبر في الكثير من المرات نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو إلى الجلوس معه ومناقشة الأمر معه، كما أنه لم يكن يخشى تهديدات البرهان باستخدام القوة لإيقاف الإحتجاجات القائمة في الشرق ومنعه من مواصلة كفاحه، وبقى يدافع بحزم عن قضية الشرق بصفة خاصة وعن السودانين ككل بصفة عامة، ويتبين ذلك في تصريحات الرجل بوقف التدخل الأجنبي وطرد العملاء من البلاد، وانتقاده للآلية الثلاثية التي يعتبرها أحد أدوات الغرب في السودان.
بناءً على ذلك، يمكننا أن نستنتج أن ترك وحده هو القادر على العمل كممثل لشرق البلاد، ووطنيته تحتم عليه الدفاع عن شعبه بقوة والإنتصار لهم وتحقيق مطالبهم التي يطمحون إليها، ليس هذا فحسب، بل أنه في كثير من الأحيان يدافع عن الشعب السوداني عامة ويدعوهم للعمل يدا واحدة لوقف التدخل الغربي في البلاد.